الخميس، 14 أبريل 2011

المحور الرابع : مفهوم التدريس


المحور 4:مفهوم التدريس ويتضمن:
1-      التدريس
2-      الدافعية
3-      التعزيز
  4 -    التغذية الراجعة





مصطلح التدريس في الإطار التقليدي :


ما يقوم به المعلم من نشاط ، لأجل نقل المعارف إلى عقول التلاميذ . ويتميز دور المعلم هنا بالإيجابية ، ودور التلميذ بالسلبية في معظم الأحيان ، بمعنى أن التلميذ غير مطالب بتوجيه الأسئلة ، أو إبداء الرأي ، لأن المعلم هو المصدر الوحيد للمعرفة بالنسبة للتلميذ . إلا أن هذا المفهوم التقليدي لعملية التدريس كان سائدا قديما ، أما اليوم فتغيرت المفاهيم وتبدلت الظروف ، وغزا التطور العلمي كل مجالات الحياة ، مما أوجد مفهوما جديدا للتدريس .

2 ـ مصطلح التدريس بمفهومه المعاصر : 

إن التدريس المعاصر ـ بالإضافة لكونه علما تطبيقيا انتقائيا متطورا ـ هو عملية تربوية هادفة وشاملة ، تأخذ في الاعتبار كافة العوامل المكونة للتعلم والتعليم ، ويتعاون خلالها كل من المعلم والتلاميذ ، والإدارة المدرسية ، والغرف الصفية ، والأسرة والمجتمع ، لتحقيق ما يسمى بالأهداف التربوية ، والتدريس إلى جانب ذلك عملية تفاعل اجتماعي وسيلتها الفكر والحواس والعاطفة واللغة .

والتدريس موقف يتميز بالتفاعل بين طرفين ، لكل منهما أدوار يمارسها من أجل تحيق أهداف معينة ، ومعنى هذا أن التلميذ لم يعد سلبيا في موقفه ــ كما لاحظنا في مصطلح التدريس التقليدي ــ إذ إنه يأتي إلى المدرسة مزودا بخبرات عديدة ، كما أن لديه تساؤلات متنوعة نحتاج إلى إجابات . فالتلميذ يحتاج إلى أن يتعلم كيف يتعلم ، وهو في حاجة أيضا إلى تعلم مهارات القراءة والاستماع ، والنقد ، وإصدار الأحكام .

فالموقف التدريسي يجب النظر إليه على نحو كلى ، باعتبار أنه يضم عوامل عديدة تتمثل في : المعلم ، والتلاميذ ، والأهداف التي يرجى تحقيقها من الدرس ، والمادة الدراسية ، والزمن المتاح ، والمكان المخصص للدرس ، وما يستخدمه المعلم من طرق للتدريس ، إلى جانب العلاقة ـ التي ينبغي أن تكمن وثيقة ـ بين المدرسة والبيت ، والمحيط الاجتماعي الذي ينتمي له التلميذ .


أهمية مهنة التدريس : ــ 

تعتبر مهنة التدريس من أشرف المهن التي يؤديها الإنسان عامة والمعلم خاصة ، إذ إن العاملين في هذا الميدان ـ وهم المعلمون ـ يتركون آثارا واضحة على المجتمع كله ، وليس على أفراد منه فحسب ، كما هو الحال مع أصحاب المهن الأخرى ، كالأطباء والمهندسين والمحامين والحرفيين ، فالمدرس عندما يدرس في الفصل لا يدرس لطالب واحد فقط ، وإنما يدرس لعشرات الطلاب بل وللمئات خلال اليوم الواحد ، والفرق واضح بين مهنة الطبيب ـ على سبيل المثال ــ الذي يخص بعلاجه فردا واحدا من أفراد المجتمع ، بل ويعالج الجزء المعتل من بدنه ، ولا يترك أثرا علميا على مريضه ، كما يفعل المعلم الذي يؤثر تأثيرا كبيرا
على عقول طلابه وشخصياتهم ، وكيفية نموها وتفتحها على حقائق الحياة . وتعد عملية التدريس والتعلم الأساس والأسبق بين المهن الأخرى ، فالطبيب والمهندس والمحامى والمحاسب والصيدلي وغيرهم لابد وأن يمروا تحت يد المعلم ، لأنهم من نتائج عمله وجهده وتدريبه فى مراحل التعليم المختلفة . أضف إلى ما سبق أن المعلم يحاول دائما من خلال مهنة التدريس أن يجدد ويبتكر ، وينير عقول التلاميذ ، ويهذب طباعهم ، وأن يوضح الغامض ، ويكشف الستار عن الخفي ، ويربط بين الماضي والحاضر ، ويخلق في نفوس الأجيال الناشئة الأمل واليقين ، ويؤهلهم لبناء المجتمع الناجح القائم على فهم الحياة ومتطلباتها .






التعزيز والتحفيز

التحفيز

 مفهوم التحفيز:
التحفيز طاقة نابعة من المتعلم ، او من خارجه ، نابعة من البيئة المحيطة ، تثير فيه وتحركه ، مُوجهة لسلوكه العامة ، لتحقيق غاية نفسية أو مادية ينشدها , فالتحفيز إذن هو قوة دافعة منشطة للتعلم .

______________________________________________

التعزيز

مفهوم التعزيز: 
وصف مكافأة تعطى لفرد استجابة لمتطلبات معينة أو كل ما يقوي الاستجابة ويزيد تكرارها .
وهناك نوعان من التعزيز في التربية: التعزيز الإيجابي ، والتعزيز السلبي.



                                          



______________________________________________



الدافعية 









دافعية التعلم

     تخضع  عملية التعلم لمجموعة  من الشروط و العوامل  بعضها يتعلق بالنواحي  الداخلية للمتعلم وبعضها الأخر يرتبط بالعوامل الخارجية  التي تؤثر على المتعلم في  الموقف التعليمي. 
      ولهذا فان عملية  التعلم وخاصة في المستوى الإنساني تخضع لعديد من الشروط المميزة تؤثر بشكل فعال على سلوك الفرد في  الموقف.
التخطيط لعملية التعلم Planning for Learning
      يعتبر التخطيط للموقف التعليمي من الشروط الهامة التي يتوقف عليها تحقيق الهدف  من عملية التعلم ، ويتضمن ذلك مجموعة  وظائف  منها  :
-   الحاجة إلى معرفة إمكانيات المتعلم ، وخاصة قبل  حدوث التعلم ، ماهو  مستواه  حالياً وما هو  المستوى  المطلوب الوصول إليه ؟
-   ماهي  الشروط الأساسية المتطلبة في تحقيق تعلم  مهارة  أو اكتساب عادة معينة ، أو تنمية مستوى معين  من الأداء  ؟
-   ماهي المتغيرات الرئيسية في الموقف التعليمي  ؟  سواء المتغيرات المستقلة وهي مجموعة المثيرات التي سيتعرض لها المتعلم، أو العمليات النفسية الوسيطة التي يرتكز عليها أسلوب التعلم ؟
-           كيف يمكن تنشيط دافعية  المتعلم لكي يبدأ ويستكمل  تعلم المهارة أو اكتساب العادة  ؟
-   كيف يمكن توجيه ميول المتعلم واهتماماته حتى يكون السلوك مضبوطا وموجها نحو الهدف المحدد
-           ماهي أساليب قياس الاستجابات الصادرة  عن الفرد  المتعلم
ويبدو واضحا إن الحاجة  إلى  تحقيق  هذه  الوظائف  في أي نظام تعليمي يعتبر ضرورة لكي يمكن  تحقيق تعلم فعال ويقع عبء ذلك على المعلم وضرورة  فهمة لهذه الشروط المختلفة لان معرفة  هذه  الشروط تمكنه  من تحقيق الأهداف  المطلوبة من عملية التربية 
      ولذلك فان التخطيط السابق على اشتراك الفرد في الموقف التعليمي يعتبر  على  درجة  كبيرة من الأهمية  حتى يمكن  تحقيق  ما يسمى  بينه التعلم Learning Structure .
ونتناول في  الجزء التالي بعض  هذه الشروط والعوامل  الميسرة لعملية التعلم حتى يمكن  تحقيق  اكبر  قدر من الكفاية في الموقف  التعليمي.


الدافعية: 
تعتبر الدافعية Motivation  من الشروط الأساسية التي يتوقف عليها تحقيق الهدف من  عملية التعلم في أي مجال من مجالاته المتعددة ، سواء في  تعلم أساليب وطرف التفكير ، أو تكوين  الاتجاهات والقيم أو تعديل بعضها أو تحصيل المعلومات التفكير أو تكوين الاتجاهات والقيم أو تعديل  بعضها أو تحصيل المعلومات والمعارف أو في حل المشكلات إلى أخر  جميع أساليب السلوك التي تخضع لعوامل التدريب والممارسة.
      ويتضح لنا أهمية الدافعية بالنسبة لعملية التعلم في الأسئلة التالية :
-           كيف يمكن تنشيط دافعية الفرد حتى يقبل على  ممارسة سلوك الموضوع المراد تعلمه ؟
-   كيف يمكن تنشيط دافعية الفرد حتى يواصل تعلم  الموضوعات التالية للموضوع الذي تم تعلمه .
ولذلك نجد أن سلوك الفرد يتميز بالنشاط والرغبة في بعض المواقف دون مواقف أخرى وذلك يرجع إلى مستوى دافعية الفرد نحو ممارسة السلوك في هذه المواقف دون غيرها ولذا تعتبر الدافعية حالة ناشئة لدى الفرد في موقف معين نتيجة بعض العوامل الداخلية ، أو وجود بعض المثيرات الخارجية في هذا الموقف وهذه المتغيرات هي التي توجه سلوك الفرد وجهة معينة دون غيرها بطريقة محددة حتى يستطيع إن يحقق الهدف  من السلوك في الموقف 
   وفي  ضوء هذه التفسيرات نستطيع  إن نعرف مصطلح الدافعية كتكوين نفسي على أنها حالة  تغير ناشئة في نشاط الكائن الحي تتميز بالاستشارة وبالسلوك الموجه  نحو تحقيق هدف 0 
وهذا التعريف يتضمن ثلاث خصائص أساسيات
1)    تبدأ الدافعية بتغير في نشاط الكائن الحي ، وقد يشمل ذلك بعض التغيرات الفسيولوجية التي ترتبط خاصة بالدوافع الأولية مثل دافع الجوع أو دافع الجنس .......... الخ 
2)    تتميز الدافعية بحالة استثارة فعالة ناشئة عن هذا التغير  وهذا الاستثارة هي  التي توجه سلوك الفرد وجهة معينة تحقق اختزال حالة التوتر الناشئ عن وجود  الدافع  وتستمر حالة الاستثارة طالما لم يتم إشباع الدافع 
3)    تتميز الدافعية بأنها توجه السلوك نحو تحقيق الهدف أي إن سلوك الفرد يتجه نحو ما يحقق إشباع الدافع  ولذلك فإنها تتضمن استجابات الهدف المتوقع الوصول إليه أو استجابات الهدف التوقعية Anticipatory Goal Reactions التي تؤدي إلى اختزال حالة التوتر الناشئة عن وجود  الدافع أو أنها تؤدي إلى استجابات البحث عن الهدف Goal Seeking Responses حتى يتم اختزال حالة الدافعية. 
وهذه الخصائص التي تتميز بها الدافعية كعملية تبدأ باستثارة النشاط وتنتهي بتحقيق الهدف تتضمن أربعة عناصر رئيسية
1)              استثارة الكائن الحي
2)              سلوك البحث عن الهدف
3)              تحقيق الهدف
4)              اختزال حالة الاستثارة
وقد لا يحدث هذا التتابع على  النحو السابق فقد يفشل الكائن الحي في الوصول إلى  الاستجابات الضرورية التي تؤدي إلى الهدف  وبالتالي إلى  اختزال  حالة التوتر الناشئة لدية وقد لا يحقق الوصول إلى  أهداف  معينة لإشباع حاجاته أو قد يختار الفرد أهداف يصعب تحقيقها أو ربما يكون تحديده للأهداف ليس صحيحا ، مما يؤدي إلى  تزايد  حالة التوتر التي قد ينتج  عنها بعض أنماط السلوك غير السوي .

______________________________________



التغذية الراجعة 





يؤكد عدد من التربويين على أهمية إعلام المتعلمين بالنتائج التي يحققونها في الاختبارات وفي جميع التعيينات والواجبات التي يتم تكليفهم بعملها داخل المدرسة وخارجها سواء كانت هذه النتائج صحيحة أو خطأ إيجابية أم سلبية وهذا هو المقصود بالتغذية الراجعة .
فالتغذية الراجعة هي عبارة عن إتاحة الفرصة للمتعلم ليعرف ما إذا كان جوابه عن السؤال المطروح أو المشكلة المطلوب منه معالجتها صحيحاً أو خاطئاً ، بل يتعدى بعض الباحثين ليؤكد أن التغذية الراجعة لا تقتصر على إعلام المتعلم بنتيجة تعلمه ، بل على المعلم أن يبين للمتعلم مدى الصحة في جوابه ومدى الخطأ إلى أي حد كان جوابه صحيحاً أو خاطئاً ؛ وبمعنى آخر إلى أي مستوى كان جوابه دقيقاً وصحيحاً ولماذا كان كذلك ، وأن يعلمه أياً من الأهداف السلوكية التي نجح في تعلمها وأياً منها ما يزال يتعثر في تعلمها ، ثم أين كان موقعه من تحقيق الهدف الكلي النهائي المرغوب فيه .
والتغذية الراجعة غالبا ًما ترافق الممارسة والتدريب ، وقد تأتي بعد تطبيق الاختبارات اليومية أو الشهرية ، وقد تأتي بعد تطبيق الاختبارات النهائية .

وتعتبر التغذية الراجعة أهم ثمار عمليات التقويم ، وخصوصاً التقويم التكويني ( البنائي ) حيث يتم من خلالها تزويد المتعلم بمعلومات تفصيلية عن طبيعة تعلمه ، وتشير المصادر العلمية إلى أن الدور الذي تلعبه التغذية الراجعة في التعليم ينطلق من مبادئ النظريات الارتباطية والسلوكية التي تؤكد على حقيقة
أن الفرد يقوم بتغيير سلوكه عندما يعرف نتائج سلوكه السابق ، كما تؤكد تلك النظريات على الدور ألتعزيزي للتغذية الراجعة ،
وأنها تعمل على استثارة دافعية المتعلم ، وتوجيه طاقاته نحو التعلم ، كما أنها تسهم في تثبيت المعلومات وترسيخها وبالتالي تساعد على رفع مستوى الأداء في المهمات التعليمية اللاحقة مثل اختبارات التحصيل
.
وقد كان مصطلح التغذية الراجعة يستخدم في العلوم التطبيقية والهندسية ثم انتقل استعمال هذا المصطلح إلى ميادين التربية وعلم النفس بدلاً من الاصطلاح الذي كان شائعاً وهو "معرفة النتائج " نظراً لكون معرفة النتائج لا تعني بالضرورة استفادة الفرد منها في تعديل سلوكه وتوجيهه الوجهة الصحيحة ،لذا فإن مفهوم التغذية الراجعة يعد أكثر شمولاً حيث أنه يعني بالإضافة إلى معرفة النتائج أموراً أساسية أخرى أهمها استخدام هذه المعرفة في إجراء التحسينات المطلوبة .

ويمكن تلخيص أهمية استخدام التغذية الراجعة في عملية التعلم في النقاط الآتية :
  -1
تعمل التغذية الراجعة على إعلام المتعلم بنتيجة تعلمه ، مما يقلل القلق والتوتر الذي قد يعتري المتعلم في حالة عدم معرفته نتائج تعلمه.

  -2
تعزز المتعلم وتشجعه على الاستمرار في عملية التعلم وبخاصة عندما يعرف بأن إجابته عن السؤال كانت صحيحة .

  -3
إن معرفة المتعلم بأن إجابة كانت خطأ ، وما السبب لهذه الإجابة الخطأ ، يجعله يقتنع بأن ما حصل عليه من نتيجة أو علامة كان هو المسئول عنها ، ومن ثم عليه مضاعفة جهده ودراسته في المرات القادمة.

  -4
إن تصحيح إجابة المتعلم الخطأ من شأنها أن تضعف الارتباطات الخطأ التي حدثت في ذاكرته بين الأسئلة والإجابة الخطأ ، وإحلال ارتباطات صحيحة محلها.

  -5
إن استخدام التغذية الراجعة من شأنها أن تنشط عملية التعلم ، وتزيد من مستوى الدافعية للتعلم .
تعرف عملية التغذية الراجعة أين يقف من الهدف المنشود ، وما إذ1 كان يحتاج إلى وقت طويل لتحقيقه ، أم أنه قريب منه .

  -6
تعرف المتعلم أين هو من الأهداف السلوكية التي حققها غيره من رفاق صفه ، والتي لم يحققوها بعد .
  -7
تعمل التغذية الراجعة بما تزوده للمتعلم من معلومات إضافية ومراجع مختلفة ، على تقوية عملية التعلم ، وتدعيمها وإثرائها.


مفهوم التغذية الراجعة :
انطلاقاً من أهمية التغذية الراجعة في العملية التعليمية قام بعض الباحثين من ذوي الاختصاص في مجال البحث التربوي بتحديد مفهومها ، فيراها نشواتي بأنها " المعلومات التي يتلقاها المتعلم بعد الأداء بحيث تمكنه من معرفة مدى صحة إجابته للمهمة التعليمية " ويحددها سيد صوالحه بأنها " عملية تزويد المتعلم بمعلومات حول استجاباته ، بشكل منظم ومستمر ، من أجل مساعدته في تعديل الاستجابات التي تكون بحاجة إلى التعديل وتثبيت الاستجابات التي تكون صحيحة
فتزويد المتعلم بمستوى أدائه بهدف مساعدته على تصحيح إجاباته الخاطئة وتثبيت إجاباته الصحيحة هو التغذية الراجعة ، والتي تأخذ أشكالاً وأنواعاً عديدة ، وأنماطاً وأساليب مختلفة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق